( يوم يُكشف عن ساق ويُدعون إلى السجود فلا يستطيعون )
وقال النخعي والشعبي أراد بالسجود الصلوات المكتوبة
وقال ابن جبير كانوا يسمعون النداء للصلاة وحي على الفلاح فلا يجيبون
ظاهرالآية أنهم يدعون على سبيل التوبيخ لا على سبيل التكليف وقيل الداعي ما يرونه من سجود المؤمنين
فيريدون هم السجود فلا يستطيعون كما ورد في الحديث الذي حاورهم فيه الله تعالى أنهم يقولون أنت ربنا
ويخرون للسجود فيسجد كل مؤمن وتصير أصلاب المنافقين والكفار كصياصي البقر عظماً واحداً فلا
يستطيعون سُجوداً يوم القيامة
وقال أبو مسلم هذا اليوم هو في الدنيا لأنه قال ويدعون إلى السجود ويوم القيامة ليس فيه تعبد ولاتكليف
بل المراد منه إما آخر أيام الرجل في دنياه لقوله يوم يرون الملائكة لابشرى , ثم يرى الناس يدعون إلى
الصلاة إذا حضرت أوقاتها فلا يستطيع الصلاة لأنه الوقت الذي لاينفع فيه نفساً إيمانها وإما حال المرض
والهرم والمعجزة وقد كانوا قبل ذلك اليوم يدعون إلى السجود وهم سالمون مما بهم الآن فذلك إما لشدَّة
النازلة بهم من هول ما عاينوا عند الموت وإما من العجز والهرم
وأجيب بأن الدعاء إلى السجود ليس على سبيل التكليف بل على سبيل التقريع والتخجيل وعند ما يدعون
إلى السجود سلبوا القدرة عليه وحِيل بينهم وبين الاستطاعة حتى يزداد حزنهم وندامتهم على ما فرط فيه
حين دعوا إليه وهم سالمون الأطراف والمفاصل
( البحر المحيط)
والله تعالى أعلى وأعلم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire