لمن كان يرجو الله
في حديث الهجرة المتفق عليه عن أبي بكر قال
" نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت يارسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال : ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما "
أخذ بالأسباب واعتماد مطلق على الله ( قيدها وتوكل ) تلك سنة المسلمين واضحة في هذه الكلمة النبوية : ربط للناقة وذلك أخذ بالأسباب وبعد ذلك اعتماد لا حد له على الله , وكم أغنى الله عن المسلمين مع قلة الأسباب وكم لم تغن الكافرين أسبابهم شيئاً على كثرتها
....
" إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده " آل عمران
وكما أن المسلم في أمر الدنيا يأخذ بالأسباب ويعتمد على الله وحده متوكلا عليه راجياً إياه غير معلق قلبه بهذه الأسباب عالِماً أنها بدون الله لا تغني عنه شيئاً
" ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين , ثم أنزل الله سكينته " التوبة
فكذلك المسلم في أمر الآخرة يقوم بكل ما افترضه الله عليه ويعمل جاهداً من أجل إرضاء الله إقامة لحدوده وطاعة لأوامره واجتناباً لنواهيه ومع هذا كله فإنه يبقى مُعتمداً على الله وحده في إدخاله جنته وإبعاده عن ناره
روى مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا : ولا أنت يارسول الله ؟
قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل )
ولذلك كان دعاء يوسف عليه السلام
( أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين ) يوسف
وكلما ازداد الإنسان معرفة بالله ازداد رجاؤه فيه في أمر دنياه وآخرته : روى الترمذي عن أنس قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الحق سبحانه :
ياابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ماكان منك ولا أبالي
ياابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء إن استغفرتني لغفرت لك
يابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ) حديث حسن
ولأهمية هذه الناحية في قضية الإيمان رجاء الله بالتوكل عليه وحسن الظن به نجد السيد الرسول صلى الله عليه وسلم قد أكثر من تعليمنا صيغا في الذكر والدعاء نجدها في كتب الأذكار لها علاقة في هذا الموضوع
والتوكل طريق إلى المحبة
( إن الله يحب المتوكلين ) آل عمران
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire