الله معك
حين يفزع المؤمن إلى ربه ليحفظه من سوء
أو ينجيه من خوف فإنه يلتجأ إليه بآية الكرسي
ذلك أن الله تبارك وتعالى قيوم قائم على كونه لايتركه لحظة واحدة
لاتأخذه سنة ولانوم ولو برهة ولاينام أبدا
ومن هنا المؤمن لايخاف لأن يدري أن الله قائم على ملكه
يسمع ويرى ويستطيع أن يحقق وأن ييسر
وأن يفتح الأبواب المغلقة ويرفع كل سد ويزيل كل عقبة
إذا قلتَ يارب فأنت ليس وحدك
بل الله معك
معك هذه القدرة الهائلة التي خلقت كل شيء
إنها معك وتزيل من أمامك العقبات ولن تتركها مادمت مؤمناً وقادراً
هي التي أوجدتك وتستطيع أن تقول كن فيكون
ومن هنا فلا يستطيع مخلوق أن يفعل شيئا بدون علمه
أو يأتي بعمل دون أن يعرفه
وهذا هو فزع المؤمن إلى الله بالدعاء بكلمة
يارب
أي أن العبد عندما يتفكر أن قوة الله تعالى موجودة وأنها قادرة على كل شيء
فإنه يطمئن قلبه لأن العبد إذا تخلت الأسباب عنه فإن الله لن يتخلى عنه
وبالتالي فإنه مطمئن إلى قدرة الله .. إلى قوة الله .. إلى عدل الله
إلى رحمة الله .. وبذكر الله تطمئن القلوب
لكن .. لماذا جعل الدعاء مخ العبادة
لأنه يذكرنا بضعفنا وقوة الله عزوجل
بقوتنا المحدودة , وقدرة الله المطلقة ..
يضع في قلوبنا الخشوع والخضوع
ويجعلنا نحس أن الله سبحانه وتعالى قائم على كونه
خشية تدخل قلب العبد تنتزع منه غرور الدنيا مهما كان ..
فإنني مهما علوت , فقير إلى الله عزوجل
مهما كنت في الدنيا ومهما علا شأني
فلا أبلغ ذرة من ذرة من ملك الله..
ومن هنا أعلم مقامي فلا أطغى ..
وأعلم حاجتي إلى الله فأخشاه ..
وأعبده حق العبادة وأعلم قدرة الله علي
فلا تغرني قدرتي على الناس مهما بلغت , وأعرف جزاء وحساب الله فلا يغريني الحرام مهما استطعت أن أصل إليه
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire