🌾التوبة وشُروط قبولها🌾
اعلم رعاك الله أنك إذا فهمتَ معنى القبول لم تشك في أن كل توبة صحيحة فهي مقبولة
فالناظرون بنور البصائر المستمدون من أنوار القرآن علموا أن كل قلب سليم مقبول عند الله ومتنعم في الآخرة في جوار خضرة الملك الله عزوجل , ومستعد لأن ينظر بعينه الباقية إلى وجه الله تعالى
ةعلموا أن القلب خُلِق سليماً في الأصل , وكل مولود يُولد على الفطرة , وإنما تفوتُه السلامة بكُدورة ترهق وجهه من غبرة الذنوب وظلمتها , وعلموا أن نار الندم تحرق تلك الغبرة , وأن نور الحسنة يمحو عن وجه القلب ظلمته السيئة , وأنه لا طاقة لظلام المعاصي مع نور الحسنات كما لا طاقة لظلام الليل مع نور النهار بل كما لا طاقة لكدورة الوسخ مع بياض الصابون ,
فالقلب المُظلم لا يقبله الله تبارك وتعالى لأن يكون في جواره , كما أن استعمال القلب في الشهوات يوسخ القلب , وغسله بماء الدموع وحرقة الندم يُنظفه ويطهره ويزكيه
وكل قلب زكي طاهر فهو مقبول كما أن كل ثوب نظيف فهو مقبول
فإنما عليك التزكية والتطهير
أما المعاصي
فيجب أن يُفتش من أول بلوغه عن سمعه وبصره ولسانه وبطنه ويده ورجله وسائر جوارحه , ثم ينظر في جميع أيامه وساعاته ويفصل عند نفسه ديوان معاصيه حتى يطلع على جميعها صغائرها وكبائرها ثم ينظر فيها فما كان من ذلك بينه وبين الله عزوجل من حيث لا يتعلق بمظلمة العباد فالتوبة عنها بالندم والتحسر عليها وبأن يحسب مقدارها من حيث الكِبر ومن حيث المدة ويطلب لكل معصية منها حسنة تُناسبها فيأتي من الحسنات بمقدار تلك السيئات
فَيُكَفر مثلاً
سماع الأغاني بسماع القرآن ومجالس الذكر
عَدْ جميع المعاصي غير ممكن وإنما المقصود سلوك الطريق المضادة فإن المرض يُعالج بضده , فكل ظلمة ارتفعت إلى القلب بمعصية فلا يمحوها إلا نورٌ يرتفع إليها بحسنة تُضادها ,
والمتضادات هي المتناسبات فلذلك ينبغي أن تُمحى كل سيئة بحسنة من جنسِها لكن تضادها ,
فإن البياض يُزال بالسواد لا بالحرارة والبرودة , وهذا التدريج والتحقيق من التلطف في طريق المحو
فالرجاء فيه أصدق والثقة به أكثر مِن أن يُواظب على نوع واحد من العبادات
اعلم رعاك الله أنك إذا فهمتَ معنى القبول لم تشك في أن كل توبة صحيحة فهي مقبولة
فالناظرون بنور البصائر المستمدون من أنوار القرآن علموا أن كل قلب سليم مقبول عند الله ومتنعم في الآخرة في جوار خضرة الملك الله عزوجل , ومستعد لأن ينظر بعينه الباقية إلى وجه الله تعالى
ةعلموا أن القلب خُلِق سليماً في الأصل , وكل مولود يُولد على الفطرة , وإنما تفوتُه السلامة بكُدورة ترهق وجهه من غبرة الذنوب وظلمتها , وعلموا أن نار الندم تحرق تلك الغبرة , وأن نور الحسنة يمحو عن وجه القلب ظلمته السيئة , وأنه لا طاقة لظلام المعاصي مع نور الحسنات كما لا طاقة لظلام الليل مع نور النهار بل كما لا طاقة لكدورة الوسخ مع بياض الصابون ,
فالقلب المُظلم لا يقبله الله تبارك وتعالى لأن يكون في جواره , كما أن استعمال القلب في الشهوات يوسخ القلب , وغسله بماء الدموع وحرقة الندم يُنظفه ويطهره ويزكيه
وكل قلب زكي طاهر فهو مقبول كما أن كل ثوب نظيف فهو مقبول
فإنما عليك التزكية والتطهير
أما المعاصي
فيجب أن يُفتش من أول بلوغه عن سمعه وبصره ولسانه وبطنه ويده ورجله وسائر جوارحه , ثم ينظر في جميع أيامه وساعاته ويفصل عند نفسه ديوان معاصيه حتى يطلع على جميعها صغائرها وكبائرها ثم ينظر فيها فما كان من ذلك بينه وبين الله عزوجل من حيث لا يتعلق بمظلمة العباد فالتوبة عنها بالندم والتحسر عليها وبأن يحسب مقدارها من حيث الكِبر ومن حيث المدة ويطلب لكل معصية منها حسنة تُناسبها فيأتي من الحسنات بمقدار تلك السيئات
فَيُكَفر مثلاً
سماع الأغاني بسماع القرآن ومجالس الذكر
عَدْ جميع المعاصي غير ممكن وإنما المقصود سلوك الطريق المضادة فإن المرض يُعالج بضده , فكل ظلمة ارتفعت إلى القلب بمعصية فلا يمحوها إلا نورٌ يرتفع إليها بحسنة تُضادها ,
والمتضادات هي المتناسبات فلذلك ينبغي أن تُمحى كل سيئة بحسنة من جنسِها لكن تضادها ,
فإن البياض يُزال بالسواد لا بالحرارة والبرودة , وهذا التدريج والتحقيق من التلطف في طريق المحو
فالرجاء فيه أصدق والثقة به أكثر مِن أن يُواظب على نوع واحد من العبادات
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire